من عمّان إلى الرياض ثم بيركلي: قصة عربي حوّل الهواء إلى ماء
في لحظة تاريخية، أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم فوز العالم السعودي – الأردني من أصل فلسطيني، عمر مونس ياغي، بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2025، ليكون بذلك أول سعودي ينال الجائزة في هذا المجال، تكريمًا لاكتشافه المواد المسماة الهياكل المعدنية العضوية (MOFs) التي أحدثت تحولًا جذريًا في مجالات البيئة والطاقة والمياه.
🌍 من الشرق إلى نوبل
وُلد عمر ياغي في عمّان عام 1965 لعائلة فلسطينية، وحصل لاحقًا على الجنسية السعودية تقديرًا لإسهاماته العلمية الرفيعة ودعمه للمواهب العربية في البحث العلمي.
هاجر في سن مبكرة إلى الولايات المتحدة، وبدأ مسيرته من كلية صغيرة حتى أصبح أستاذًا في جامعة كاليفورنيا – بيركلي وأحد أبرز علماء الكيمياء في العالم.
يقول ياغي: “كنتُ أعيش في بيت يعاني من نقص المياه. ربما هذا ما جعلني أبحث عن طريقة لإنتاج الماء من الهواء.”
🔬 ماذا اكتشف؟
ابتكر ياغي مفهوم الكيمياء الشبكية (Reticular Chemistry) التي تقوم على ربط الذرات والجزيئات لتكوين شبكات نانوية تُعرف بـ الهياكل المعدنية العضوية (MOFs).
هذه المواد الفريدة تُستخدم في:
التقاط الكربون وتقليل الانبعاثات،
تخزين الطاقة والهيدروجين،
استخلاص الماء من الهواء الجاف حتى في الصحارى.
اليوم تُعد أبحاثه الأساس في أكثر من 20 تطبيقًا بيئيًا وصناعيًا حول العالم.
🏆 جائزة نوبل 2025
حصل ياغي على الجائزة مع الياباني سوسومو كيتاغاوا والأسترالي ريتشارد روبسون تقديرًا “لتطوير مواد شبكية مسامية أحدثت ثورة في علم المواد والبيئة”.
وقالت لجنة نوبل:
“لقد فتح هؤلاء العلماء الطريق نحو جيل جديد من المواد القادرة على مواجهة أكبر تحديات البشرية: الطاقة والماء والبيئة.”
🇸🇦 فخر سعودي وعربي
يُعتبر فوز ياغي حدثًا عربيًا وسعوديًا استثنائيًا، يجسد رؤية المملكة 2030 في دعم البحث العلمي والتحول نحو الابتكار والمعرفة.
ويُعدّ مثالًا ملهمًا لجيلٍ جديد من العلماء العرب الذين يضعون بصمة عالمية في مسار التنمية المستدامة.
💬 أرقامي تقول
قصة عمر ياغي تختصر رحلة الإلهام من شحّ الماء إلى كيمياء الأمل.
من بيت بسيط في عمّان إلى مختبرات بيركلي، ومن فكرة صغيرة إلى جائزة نوبل…
إنها قصة عربية تُثبت أن الابتكار يبدأ بحلم ويزدهر بالعلم.